اسمحوا لى ان أوجه التحية للدكتور محمد معيط وزير المالية ليس على سياساته المالية والاقتصادية - وهو ليس مسئولا عنها بمفرده- فالتضخم فى ارتفاع والديون الخارجية فى ارتفاع والدين الداخلى فى ارتفاع (واحتياطى النقد الأجنبى وياللعجب في ارتفاع ايضا) ولكن التحية الواجبة له لشجاعته وعدم لجوئه إلى ما أسميه ب (غسيل التاريخ) على غرار (غسيل الاموال) الذى يلجأ إليه البعض على طريقة الإعلان الشهير أنسف حمامك القديم او بالأحرى انسف تاريخك القديم ... فالدكتور محمد معيط قال بكل شجاعة وفخر: انا ابن خفير ومع ذلك أصبحت وزيرا بكفاحى واصرارى.
تذكرت كلام الدكتور محمد معيط وانا اقرأ كلام الدكتور طارق شوقى الذى يهاجم فيه مجانية التعليم....صحيح أن معظم البيوت تلجأ للدروس الخصوصية لتعليم أبنائهم وبناتهم ولكن فى نفس الوقت هناك من يعتمد اعتمادا كليا على مجانية التعليم وهل لنا أن ننسى الأولى على الثانوية العامة ابنة البواب التى اعتمدت على نفسها واتكأت على مجانية التعليم
وتعجبت كثيرا من انتقادات الدبلوماسى والمفكر الدكتور مصطفى الفقى لمجانية التعليم الجامعى...وتساءلت هل نسى الدكتور الفقى انه درس مثلى فى كلية الإقتصاد والعلوم السياسية واعتمد على مكافأة التفوق وهل نسى انه التحق بوزارة الخارجية والسلك الدبلوماسى من بوابة انتمائه للتنظيم الطليعى وتفوقه فى حفظ الميثاق وأفكار ومبادئ جمال عبدالناصر ومن بينها مجانية التعليم الذى دعا طه حسين أن يكون مثل الماء والهواء
غير اننى أيضا تذكرت محاضرة الصديق الدكتور طارق وهدان،أستاذ الكمياء التحليلية بجامعة العريش وعميد معهد الجودة بالجامعة الأمريكية الأسبق والمستشار الثقافى الأسبق بالسفارة المصرية فى أبو ظبي والتى ألقاها فى قسم الفلسفة بكلية البنات جامعة عين شمس تحت عنوان (التحديات التى تواجه الجامعات الحكومية في عصر العولمة) والتى تنبأ فيها بإلغاء مكتب التنسيق أن آجلا أو عاجلاآ مما يدخل الجامعات الحكومية فى منافسة حادة مع الجامعات الخاصة ....وتوقع أن يزداد الإقبال على الجامعات الخاصة مع تقديم البنوك قروض ميسرة للطلاب والطالبات لتغطية نفقات تعليمهم.... وأشار الدكتور طارق وهدان إلى كثير من الاختلالات فى الجامعات الحكومية مثل اختلال العلاقة بين الأستاذ الجامعى والطلاب واختلال نظام التقييم للأساتذة والطلاب.. وألمح إلى أن ضغوط العولمة ومؤسساتها تدفع فى اتجاه التخلى عن مجانية التعليم...
صحيح أن ابنى الأصغر تخرج من جامعة خاصة برسوم كبيرة بينما تخرج ابنى الكبير من جامعة القاهرة المجانية...وصحيح أننا دفعنا دم قلبنا لتعليم احفادنا فى مدارس خاصة قبلتهم بعد اختبارات قاسية وكشف هيئة بل ووساطة...إلا أن قلبى مع أهلنا الفقراء الذين يعتمدون على المجانية لتعليم أولادهم....رحم الله طه حسين الذى نادى بأن يكون التعليم كالماء والهواء ورحم الله جمال عبدالناصر الذى طبق مجانية التعليم واللذان أدين لهما بالفضل فى تخرجى من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
----------------------------------
بقلم: عبدالغنى عجاج